بعد حصار غذائي دام شهرين.. إسرائيل تعلن السماح بإدخال مساعدات إلى غزة

بعد حصار غذائي دام شهرين.. إسرائيل تعلن السماح بإدخال مساعدات إلى غزة
دبابات إسرائيلية تحاصر غزة

 

أعلنت إسرائيل، الأحد، السماح بإدخال "كمية أساسية" من المواد الغذائية إلى قطاع غزة، بعد أكثر من شهرين على منع تام لإيصال أي مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر.

جاء القرار في وقت بدأ فيه الجيش الإسرائيلي تنفيذ "عملية برية واسعة" شمالًا وجنوبًا ضمن ما أسماه بـ"عربات جدعون"، بعد سلسلة غارات جوية كثيفة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 50 فلسطينيًا وفق فرانس برس.

جاء في بيان رسمي صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن القرار استند إلى توصية من الجيش، وهدفه "منع أزمة جوع" في القطاع، مع تأكيد أن إسرائيل ستعمل على "منع استيلاء حماس على هذه المساعدات".

أكد البيان أن هذه الخطوة جاءت في إطار إتاحة المجال لتكثيف الحملة العسكرية ضد حركة حماس، دون الإضرار الكامل بالمدنيين، مع استمرار العمل على أهداف أوسع تشمل الإفراج عن الرهائن ونزع سلاح غزة.

ضغط دولي متواصل

من جهته، حضّ وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، إسرائيل على السماح باستئناف دخول المساعدات "بشكل فوري وواسع النطاق ودون عوائق"، مشيرًا إلى خطورة الوضع الإنساني في القطاع.

كما صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخيرًا بأن "الكثيرين يتضوّرون جوعًا" في غزة، متعهدًا بالعمل على معالجة الكارثة الإنسانية.

استمرار القصف وتصاعد أعداد الضحايا

في غضون ذلك، واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفها مناطق متعددة من القطاع منذ ساعات الفجر، ما أسفر عن مقتل 50 شخصًا بحسب الدفاع المدني الفلسطيني، الذي أكد تلقي بلاغات عن وجود عشرات المفقودين تحت الأنقاض.

في تصريح سابق، أشار المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إلى مقتل 33 فلسطينيًا بينهم أطفال، جراء سلسلة غارات استهدفت بشكل مباشر خيامًا للنازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس.

مأساة إنسانية داخل المستشفيات

أظهرت لقطات من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح مشاهد مروعة لجثامين ملفوفة بأكفان ومغطاة ببقع الدماء، فيما كانت نساء ينتحبن بجوار أقاربهن الذين قتلوا في الغارات.

وردة الشاعر، وهي إحدى الناجيات، قالت بانهيار: "فقدت كل عائلتي. الأولاد قتلوا، الأب مات، والأم ماتت.. حتى أمي وابنة أخي التي فقدت عينها".

المستشفيات خارج الخدمة

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن جميع المستشفيات العامة في شمال القطاع أصبحت خارج الخدمة، مشيرة إلى أن استمرار محاصرة المستشفى الإندونيسي ومنع الإمدادات الطبية أخرجت المرفق عن العمل.

وتشمل القائمة مستشفى كمال عدوان ومستشفى بيت حانون، ما يفاقم الأزمة الصحية في ظل غياب الكهرباء والوقود.

مفاوضات في الدوحة وصفقة مشروطة

تزامنًا مع التصعيد الميداني، أكد مكتب نتنياهو أن "فريق التفاوض يعمل في الدوحة لمحاولة الوصول إلى اتفاق، سواء على أساس خطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أو لإنهاء القتال كليًا".

وتشترط إسرائيل أن يتضمن أي اتفاق الإفراج عن الرهائن، نزع سلاح غزة، وإقصاء حركة حماس.

من جهته، أعلن القيادي في حماس طاهر النونو عن انطلاق مفاوضات غير مباشرة مع وفد إسرائيلي، مضيفًا أنها "ستكون مفتوحة حول كل القضايا دون شروط مسبقة".

معركة الرهائن مستمرة

قال الجيش الإسرائيلي إن العملية البرية ستمنح هامشًا سياسيًا أكبر لدفع مفاوضات الإفراج عن المخطوفين، مؤكدًا أن "تحرير الرهائن إنجاز وليس توقفًا للحرب".

في المقابل، أكدت حماس استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل وقف دائم لإطلاق النار، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تطالب بهدنة مؤقتة تمتد من 6 إلى 8 أسابيع.

خسائر بشرية متصاعدة

منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023 عقب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس، قتل أكثر من 53,339 فلسطينيًا وفق وزارة الصحة في غزة، بينهم 3,193 منذ استئناف العمليات العسكرية في مارس.

وأسفر الهجوم الذي شنته حماس في بداية النزاع عن مقتل 1,218 شخصًا في إسرائيل وخطف 251 رهينة، لا يزال 57 منهم محتجزين حتى الآن، بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتلهم.

خلال الأشهر الأخيرة، اشتدت أزمة إنسانية غير مسبوقة نتيجة الحصار، ومنع دخول الإمدادات، وانهار النظام الصحي وسط دمار شبه كامل للبنية التحتية وتهجير واسع للسكان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية